Thursday, August 11, 2011

على اشكالهم




يسعى عبد المولى الى القمه, يعمل بلا اى مؤهلات فى مصنع لتدوير القمامه حيث عين مساعدا لمدير الحسابات بالشركه الاستاذ مكرم, 
لم يلتفت الاستاذ مكرم الى ضعف امكانيات عبدالمولى الحسابيه او حتى العقليه بشكل عام ووافق على تعينه بروتينيه

واقع الامر ان التعيين لم يكن يخلو من توصيه و الاستاذ مكرم لم يفوت الفرصه لكى يعدد الخدمات عند اللزوم.

كان الاستاذ مكرم لا يمتلك اى مؤهلات هو الاخر, بل يعتمد على نظام الكترونى شديد التطور يكاد يسمح لطفل باستخدامه بسهوله.
غياب العمل و عدم اهميته جعل الاستاذ مكرم يتفرغ تماما لهوايته الاثيره و هى تشجيع النادى الاهلى ... كان الاستاذ مكرم متحمسا حتى الى اتفه الاخبار الخاصه بالاهلى و كان حماسه يجرفه احيانا الى الغضب من مرؤسيه و واقعه انور مساعده السابق و الزملكاوى تحضر الى الاذهان عندما فصله اثر مشاده 
كرويه بينهم

حينها ادرك عبد المولى ان ضعف ثقافته الكرويه تمثل عائقا للتقرب بشكل "مناسب" من الاستاذ مكرم.

عبد المولى مضيعش وقت ... فى احد الايام شوهد يتشاجر مع فؤش الفراش مؤكدا ان حسام البدرى فاهم بيعمل ايه كويس قوى يا حمار و سيبوا الراجل يشتغل يا شويه بهايم! اعترض فؤش منوها بالاداء الهزيل و بالتعادل الخيبان مع المقاولون و هو النادى الاثير اللى عمره ما حرم الاهلى من بنط!!
ثار عبد المولى و ارغى و زبد صائحا حتى سمعه الاستاذ مكرم و بمجرد علمه بسبب غضب الاستاذ عبد المولى من فؤش نظر الى فؤش نظره اصفر لها وجهه و انسحب هاربا من غضبه الاستاذ مكرم
استاطبت الحياه لعبد المولى و اصبح المساعد الاثير لمكرم حتى وقعت الواقعه!
 تعطل النظام الالكترونى وقت اعداد التقارير الشهريه و تعذر اصلاحه و لم يفلح الاستاذ مكرم فى "تحليل" راتبه الشهرى الضخم امام تساؤل مديره فقام بفصله على الفور.

اجتاح القلق الاداره بشكل العام و عبد المولى بشكل خاص ترقبا لمدير جديد سيأتى خلفا للاستاذ مكرم و ياعالم ميته ايه؟؟
وصل الاستاذ وجدى مديرا جديدا للحسابات و لم يمض وقت طويل حتى بانت لبته! الاستاذ وجدى بلا اى نوع من المؤهلات التى من الممكن ان تجعله مديرا للحسابات بل انه لا يصلح حتى ليحل محل فؤش فى اعداد الشاى و القهوه!

لكن من قال ان تلك المؤهلات هى محط انظار عبد المولى؟ ما اثار اهتمام عبد المولى هو هوايه الاستاذ وجدى المفضله! لم يكن وجدى اهلاويا كسلفه بل مكانش ليه فى الكوره اساسا مما اراح عبد المولى من ادعائاته السابقه, كان صاحبنا من هواه الرقص الشرقى و كم من مره دخل عبد المولى الى مكتبه ووجده يهز رأسه طربا مستمتعا وهو يشاهد افلام للرقص الشرقى على شاشه حاسبه الالى

مره اخرى عبد المولى مضيعش وقت. قام بدراسه مستفيضه للموضوع و حرص على التواجد فى الترابيزه المجاوره اترابيزه الاستاذ وجدى الاثيره فى احد الملاهى الليليه التى يتردد عليها لولهه بالراقصه تيتي زمبلك
استطابت الحياه مره اخرى لعبد المولى خصوصا بعدما اخبر الاستاذ وجدى انه على علاقه حديثه بزيزى احدى زميلات تيتى زمبلك.

لكن الاستاذ وجدى لحق بسابقه مرفوتا بفضيحه عندما داهمت زوجته المكتب و قامت بشرشحته امام الجميع متهمه اياه بانه واطى و نسى انها لمته من الشوارع بس هو الظاهر حن الى اصله الردىء و راح يجرى ورا الرقاصات.

الاستاذ سليم كان مدير الحسابات الجديد, لم يكن عبد المولى قلقا, فخبرته الان فى المديرين اقنعته بأنه "شاطر" و "ذكى" و يجيد التعامل مع جميع انواع المديرين وان المسأله مسأله وقت قبل ان يصبح هذا السليم فى جيبه.

ثاتى ايام تعيين الاستاذ سليم كان عبد المولى فى مكتبه مؤكدا له ان سماحه وجهه (سليم) فعلا اخاذه وان سيادتك فعلا تؤكد ان سيماهه على وجوههم ... والله يافندم اهل الخير وولاد الناس بيبان عليهم
لم تتحرك قسمات وجه الاستاذ سليم و لم يوحى بانه يسمعه اصلا و لكن عبد المولى لم يلقى بالا كبيرا فقد اعتقد انه عثر على ضالته , سمكه متوسطه الحجم ترقد محنطه قباله المكتب الجديد .

خلال ساعات كان عبد المولى يشترى ادوات صيد الاسماك من محل بشارع الجمهوريه و ينطلق مستكشفا هوايته الجديده.
ملأ عبد المولى مكتبه بصيده الوفير و حرص على وضع كتب عن الاسماك ظاهره على سطح مكتبه حتى يراها الاستاذ سليم , انتظر عبد المولى اياما حتى مر عليه المدير الجديد الا انه هاله النظره اللامباليه التى القاها على مكتبه بل اثار ارتياعه ملامح نظره استنكار علت وجه الاستاذ سليم!

اضطر عبد المولى الى القيلم برحله "استكشافيه" اخرى الى مكتب المدير فذهب اليه منوها بنباهه سيادته الا ان سيادته صارحه ببرود بانه يريد لفت نظره الى مواعيده السواريه و انه ميصحش ابدا انه يخش يتتندجل على المكتب الساعه 11 !!
 بهت عبد المولى و غادر مكتب الاستاذ سليم الا انه لم ينسى ملاحظه الساعه الرمليه "الانتيك" على مكتبه فتمسك بالامل.

بين محلات شارع هدى شعراوى امضى عبد المولى ايامه و نقوده متبضعا قطع الانتيك حتى "يظبط" المكتب و العمليه تظبط.

فى اليوم الموعود توقف الاستاذ سليم عند مكتبه و قال بعصبيه : ايه يا عبد المولى السيرك اللى انت عامله على مكتبك ده؟ شيل الكراكيب دى فورا بلاش 
هرجله و كلام فاضى

عبد المولى لم ييأس واعتقد اعتقادا راسخا جازما انه لقاها عندما ارتفت رنه تليفون الاستاذ سليم بصوت رجل خليجى اخنف يصيح مذكرا بدعوات دينيه بالاضافه الى صوت الاذان (رجل صينى يؤذن فيما يبدو بدلا من الخليجى بتاع الادعيه) الذى يرتفع ايضا من تليفونه.

ملأت الايات و الادعيه مكتب عبد المولى و شوهد دائما حاملا مسبحه و عندما اتصل به الاستاذ سليم فى احد الايام تركه عبد المولى دون رد لبضع رنات كافيه ليستمع الى الكول تون التى تذكره بالثعبان الاقرع و عقاب تارك غسل الطرف بعد قضاء الحاجه

لم يلبث ان استدعاه الاستاذ سليم الى مكتبه ليخبره صراحه انه لا يحتاج الى مجهوده و انه منقول

انهار عبد المولى و طلب تفسيرا

الاستاذ سليم تنهد و قال: بص يا عبد المولى انا حنقلك علشان مظلمكش .. انا عارفك كويس و عارف انت ممكن تبقى ايه فى مكان تانى غير هنا

ليه بس يا فندم ده انا اخدمك بعنيه

عارف عارف يا عبد المولى ... انا متأكد مش بس عارف ! يا بنى لازم تعرف ان كل اللى بتعمله ده انا عملته قبلك! انا بصراحه راجل من غير هوايات و لكنى عشت على هوايات مديرينى حتى حان وقتى و وصلت لمكانى ده! عارف انت السمكه اللى ورايا دى؟ دى علشان ابن المدير العام بيحب يصطاد مش انا , الهجص اللى اسمه انتيكات اللى كانوا على مكتبى دول علشان المدام حرم رئيس مجلس الاداره ليها فى الكلام الفاضى ده... فهمت يا جحش؟

طب و النغمات الدينيه و الاذان؟ تسأل عبد المولى مذهولا

التليفون؟؟ ...ضحك سليم مندهشا ...ده اصل المدير السابق بتاعى كان درويش و نسيت ارجع التليفون زى الاول تانى ... تصدق كويس انك فكرتنى

فى اليوم التالى كان عبد المولى متوجها الى اداره فرز القمامه حيث سيشرف على العمال هناك


هاشم فؤاد
اغسطس 2011