Saturday, January 8, 2011

لا للهلال و لا للصليب

ان المقصود من العنوان ليس استفزاز المشاعر و ان كانت تلك المشاعر هائجه نتاج تفجير كنيس القديسيين
 بل مقصدى هو ان نتأمل فعليا جدوى تحديد هويتنا بدين ندين به و ما ينتج من اثار ذلك السلوك على مجتمعنا.
اولا: تعريف هويه مجتمعنا المصرى ... انا شايف ان مقوله المصريين شعب متدين بطبعه دى مقوله خاطئه و مغلوطه, مين قال كده؟ المصرى زيه زى اى بنى ادم عايز يعيش دنياه و ان توافر الجانب الروحى فده شىء يختلف من شخص الى اخر.  اى ان الهويه هنا المقصود بها اللغه و الثقافه و العادات و السلوكيات و بصراحه كل الحاجات دى مفيهاش اى اثر للدين عند المصرى
و مؤخرا على اللغط على اصل ثقافتنا المعاصره ( على اساس انها ثقافه شعب حاضر فى العالم المعاصر و مشارك فيه و ليست ثقافه بهائم غافله عن التحضر و غارقه فى رزائل التاريخ) و كان ابطال المعركه حول الثقافه (المكونه لهويتنا) رجال الكهنوت من اكبر ديانتين فى مصر حاليا (تمكن اتباع الديانتيين من اقناع العامه ان القطر المصرى يخلو الا من عنصرى الامه و هو الامر الزائف و ان كان ضروريا فى معركه الهويه)
تنابذ الرجال و اصبح الصوت عاليا, قال قسيس: الضيوف تقلوا فى الزياره. و رد شيخ: دعينا فلبينا و لا نسيتوا؟
نظر قرفان و صاح: بل فراعنه و ينعل والديك انت و هو
و عقد البهائى ذراعيه فى استسلام بينما فر اليهودى قبل ما حد يشوفه اما شرازم البوذيه فتلقوا صفعات و ركلات و القى بهم فى السجون
وهكذا حار العوام بين و بين ... فكما ترى: تلك الثقافه المتنازع عليها لا تحترم التفرد ولا الخصوصيه بل هى ثقافه قبليه و عصبيه ... يصيح مسيحى: شوفت؟ دى ثقافه الصحراء و البدو ... مالنا احنا اهل الحضاره بالبغال؟ اهم بالموافقه فيهتف شيخ: و النبى طب روح شوف ياعم اهل السماحه و المحبه دول بيعملوا ايه! جزر معزوله من مجموعات فى المدارس او الجامعات او اماكن العمل ... يا عم ده حتى المواصلات تلاقيهم واقفين مع بعض.
طب يا جماعه اكيد فى حاجات اتفقتم عليها؟ اتسأل ... اجد الاجابه فى انهم اتفقوا فى التزلف للحكم : راجع مواقف المؤسسات الدينيه من البرادعى كمثال. اجدهم اتفقوا فى اضطهاد طوائف الاقليات : راجع موقف السنه من الشيعه و الارثذوكس من البروتستانت. اجدهم اتفقوا فى افساد ذوق الشعب و تعقيد خياله : مثال فتوى تحريم النحت و ازمه روايه عزازيل.
لقد تعاركوا على ثقافه فاسده و خربه بعد ان تسببوا فيها.
اذا ... ما هى هويه المجتمع المصرى؟ رأىى الشخصى الذى لا الزمك به: هو انها ببساطه الهويه العالميه التى تخلق فى العالم الاول بواسطه بشر متقدم فكريا يقوم بتشكيل العالم و يصدرها لنا ... لأ هذا ليس افتراء و لكنى ببساطه أؤمن ان العصور الوسطى انتهت نهايه غير مأسوف عليها
لاحظ ان تلك العصور الوسطى كانت ثقافتها هى ان الدين هو عنوان و هويه الفرد
ثانيا: هل انت فعلا تحدد هويتك بدينك؟
خليك صريح ... عمرك عرفت نفسك انك : عباس عبد الصمد .... مسلم سنى؟ و لا سامح بولس ... قبطى ارثذوكسى؟
طبعا لأ ... فى حياتنا العمليه بنتعارف بالاخرين بمليون معلومه لا مكان فيهم للدين ... يبقى ايه بقى؟ دين ايه اللى انت عامله هويه؟
على فيس بوك ارتفعت تأكيدات ان: ايوه انا مسيحى وان: نعم سأحضر القداس .. الخ , و فى الجانب الاخر كٌتبت ستيتس بأن: انا مسلم و مش موافق على الارهاب ... هذا طبعا دون ذكر صوره الهلال و الصليب اياها

اعرف من انت ... قالها افلاطون.
الراجل قال كلام سليم و لكن الكلام سهل خصوصا اذا القى على اذان لا تسمع الا التافه من الامر و اقفيه تحتاج الى الصفع.

و الحل؟
 لا للنفاق! انظر الى المرأه و وواجه نفسك ... هل انت فعلا شخص مختزل فى كلمه مسلم او مسيحى؟ هل تحب عندما يصفك شخص لأخر ان يصفك بدينك؟ ما هذا الوصف المائع؟ يعنى ايه هاشم مسلم؟ هل عرفتنى؟ هل فرقتنى عن غيرى؟  

هاشم فواد
يناير 2011

No comments:

Post a Comment